مقامات بديع الزمان الهمذاني _ المقامة الأزاذية .

حدثنا عيسى بن هشام قال: كنت ببغذاذ . وقت الأزاذ . فخرجت أعتام من أنواعه . لابتياعه.  فسرت غير بعيد إلى رجل قد أخذ أصناف الفواكه وصنفها . وجمع أنواع الرطب وصففها . فقبضت من كل شئ أحسنه . وقرضت من كل نوع أجوده . فحين جمعت حواشي الإزار.  على تلك الأوزار . أخذت عيناى رجلا قد لف رأسه ببرقع حياء ونصب جسده . وبسط يده . واحتضن عياله . وتابط أطفاله . وهو يقول بصوت يدفع الضعف فى صدره . والحرض فى ظهره:
ويلى على كفين من سويق  *****  أو شحمة تضرب بالدقيق .
أو قصعة تملأ من خرديق    *****  يفثأ عنا سطوات الريق .
يقيمنا عن منهج الطريق     *****  يا رازق الثروة بعد الضيق .
سهل على كف فتى لبيق   *****  ذى نسب فى مجده عريق .
يهدى إلينا قدم التوفيق     *****  ينقذ عيشى من يد الترنيق .
قال عيسى بن هشام فأخذت من الكيس أخذه ونلته إياها . فقال:
يا من عنانى بجميل بره     *****  أفض إلى الله بحسن سره .
واستحفظ الله جميل ستره  *****  إن كان لا طاقة لى بشكره .
                      فالله ربى من وراء أجره .
قال عيسى بن هشام: فقلت له إن فى الكيس فضلا فأبرز عن باطنك أخرج إليك عن آخره . فأماط لثامه فإذا والله شيخنا أبو الفتح الإسكندرية فقلت: ويحك أى داهية أنت؟فقال:
فقض العمر تشبيها   *****  على الناس وتمويها .
أرى الأيام لا تبقى    *****  على حال فأحكيها .
فيوما شرها فى      *****  ويومها شرتى فيها .

تعليقات