القيمة الطبيعية للأنانية

  • لإيثار الذات قيمة مماثلة للقيمة الفزيولوجية لصاحبه : يمكنه أن يكون ذا قيمة عالية ، ويمكنه أن يكون عديم القيمة وجديراً بالاحتقار . وبالتالى فإنه علينا أن ننظر أولا إلى كل فرد إن كان يمثل خط الارتقاء ونمو الحياة ، أم خط الانحدار . ووفقا للنتيجة التى سنتوصل إليها فى هذا الشأن سيكون لدينا المعيار الذى يمكننا من أن نحدد قيمة أنانيته . فإذا كان يمثل خط الارتقاء ، فإن قيمته ستكون بالفعل خارقة للعادة ، ووفقا لمصلحة الحياة الكلية التى تخطو خطوة إلى الأمام من خلاله ، سيحق لحرصه على الحفاظ على النفس وعلى ضمان الشروط الأمثل لبقائه أن يكون بدوره من درجة قصوى . إن -الفرد- كما ظل يفهمه الشعب والفلاسفة إلى حد الآن مفهوم خاطئ بكل تأكيد : إنه لا يمثل شيئا لنفسه ، وهو ليس ذرة ولا حلقة فى سلسلة ، ولا هو مجرد موروث من الماضى ؛ إنما هو مجمل السلالة البشرية موحدة ومتصلة حتى ذلك الموقع الذى يوجد فيه هو نفسه . وإذا ما كان يمثل مسار الانحدار ، والتدهور ، والانحطاط المزمن ، والمرض (الامراض عموما تمثل أعراضا لنتائج الانحلال ؛ وليست أسبابه) ، فإنه سيكون غير ذى قيمة تذكر ، وبالتالى فإن أبسط مظاهر العدالة تقتضى أن لا يدخل الضيم على ذوي التكوينة الموفقة ، وألا يتناول سوى أقل ما يمكن من أمامها - فهو لا يعدو بالنهاية كونه عنصرا طفيليا يتغذى على حسابهم .

تعليقات