التخطي إلى المحتوى الرئيسي
بحث هذه المدونة الإلكترونية
أصابك عشق || يزيد بن معاوية
- أصابَكَ عشقٌ أم رُميتَ بأسهمِ
فما هذه إلا سـجيّـةُ مُغـــرَمِ
- ألا فاسقِني كاسـاتِ راحٍ وغنِّ لـي
بذِكـرِ سُــليـمــه والكمانْ ونغِّـني
- فدَع عنكَ ليلى العامريةِ إنني
أغارُ عليها من فم المتكلمِ
- أغارُ عليها من أبيـها وأمِـهـا
إذا حدّثاها في الكلامِ المُغَمغَمِ
- أراك طـروبـا والـهًـا كالمتـيـم
تطوف بأكنـاف السجـاف المخيـم
- أصابـك سهـم أم بُليـت بنـظـرةٍ
فمـا هـذه إلاسجيـة مـن رُمـي
- على شاطيء الوادي نظرتُ حمامـة
أطالـت علـيّ حسرتـي وتندمـي
- فإن كنتَ مشتاقاً إلى أيمـن الحِمـى
وتهـوى بسكـان الخيـام فأنـعُـم ِ
- أغارعليهـا مـن أبيهـا وأمـهـا
ومن خطوة المسواك إن دار في الفم
- أغارعلـى أعطافهـا مـن ثيابهـا
إذا ألبستهـا فـوق جسـم منْـعـم
- وأحسـد أقداحًـا تقـبّـل ثغـرهـا
إذا أوضعتها موضع اللثم فـي الفـم
- خذوا بدمـي منهـا فإنـي قتيلهـا
ولا مقصـدي الا تجـود وتنعـمـي
- ولاتقتلوهـا إن ظفـرتـم بقتلـهـا
ولكن سلوها كيف حـلّ لهـا دمـي
- وقولوا لها يامنيـةَ النفـسَ إننـي
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمـي
- ولا تحسبـوا إنـي قُتلـت بصـارم
ولكن رمتني من رباهـا بأســهمِ
- لها حكمَ لقمـان وصـورة يوسـف
ونغـمـة داود وعـفـة مـريـم
- ولي حزن يعقوب ووحشـة يونـس
وآلام أيـــوب وحـســرة آدم
- ولمـا تلاقينـا وجــدت بنانـهـا
مخضبـةً تحكـي عصـارة عنـدم
- فقلت خضبت الكـف بعـدي أهكـذا
يكـون جـزاء المستهـام المتيـم
- فقالت وأبدت في الحشى حُرَق الجوى
مقالة من فـي القـول لـم يتبـرم
- وعيشـك ماهـذا خضـاب عرفتَـه
فلا تك بالبهتـانِ والـزورِ مُتْهمـي
- ولكننـي لمّـا وجدتك راحــلا
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمـي
- بكيت دمـا يـوم النـوى فمسحتـه
بكفي فاحمـرّت بنانـيَ مـن دمـي
- ولو قبـلِ مبكاهـا بكيـتُ صبابـة
لكنتُ شفيـتُ النفـسَ قبـلَ التنـدم
- ولكن بكـتْ قبلـي فهيّجنـي البكـا
بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم
- بكيت على من زيّن الحسن وجههـا
وليس لهـا مِثْـل بعـربٍ وأعجُـمِ
- عراقية الألحـاظ .. مكيـة الحشـا
هلاليـة العينيـن طائـيـة الـفـم
- وممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا
بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم
- أشارت بطرف العين خيفـة أهلهـا
إشـاره محـزون ولــم تتكـلـم
- فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا
وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيـم
تعليقات
إرسال تعليق