التخطي إلى المحتوى الرئيسي
بحث هذه المدونة الإلكترونية
صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو || زهير بن أبي سُلمى
- صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
- وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ
- وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثَمانياً على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ،
- وما يحلُو وكنتُ إذا ما جئتُ، يوماً لحاجة ٍ مضَتْ وأجَمّتْ حاجة ُ الغدِ ما تخلو
- وكلُّ محبٍّ أعقبَ النأيُ لبهُ سلوَّ فؤادٍ، غير لبكَ ما يسلُو
- تَأوّبَي ذِكْرُ الأحِبّة ِ بَعدَما هَجعتُ ودوني قُلّة ُ الحَزْن فالرّمْلُ
- فأقسمتُ جهداً بالمنازلِ من منى ً وما سحفتْ فيهِ المقاديمُ، والقملُ
- لأرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ ثمّ لأدأبَنْ إلى اللَّيْلِ إلاّ أنْ يُعْرّجَني طِفْلُ
- إلى مَعشَرٍ لم يُورِثِ اللّؤمَ جَدُّهُمْ أصاغرهُم،
- وكلُّ فحلٍ لهُ نجلُ تربصْ، فإنْ تقوِ المروراة ُ منهمُ وداراتُها لا تُقْوِ مِنْهُمْ إذاً نخْلُ
- وما يَكُ مِنْ خَيرٍ أتَوْهُ فإنّمَا وجِزْعَ الحِسا منهُمْ إذا قَلّ ما يخلو
- بلادٌ بها نادَمْتُهُمْ وألِفْتُهُمْ، فإنْ تُقْوِيَا مِنْهُمْ فإنّهُما بَسْلُ
- إذا فزعوا طاروا، إلى مستغيثهم، طوالَ الرّماحِ، لا قصارٌ، لا عزلُ
- بخيلٍ، عليها جنة ٌ، عبقرية ٌ جَديرونَ يَوْماً أن يَنالُوا فيَستَعلُوا
- وإنْ يُقْتَلُوا فيُشْتَفَى بدِمائِهِمْ وكانُوا قَديماً مِنْ مَنَاياهُمُ القَتلُ
- عَلَيها أُسُودٌ ضارِياتٌ لَبُوسُهُمْ سوابغُ بيضٌ، لا يخرقُها النّبلُ
- إذا لَقِحَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرّة ٌ ضروسٌ تهرُّ الناسَ أنيابها عصلُ
- قُضاعِيّة ٌ أوْ أُخْتُها مُضَرِيّة ٌ يحرقُ في حافاتها الحطبُ الجزلُ
- تَجِدْهُمْ على ما خَيّلَتْ همْ إزاءها وَإنْ أفسَدَ المالَ الجماعاتُ والأزْلُ
- يحشونها، بالمشرفية ِ، والقنا وَفِتيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكلُ
- تِهامونَ نَجْدِيّونَ كَيْداً ونُجعَة ً لكُلّ أُناسٍ مِنْ وَقائِعهمْ سَجْلُ
- هُمُ ضَرَبُوا عَن فَرْجِها بكَتيبَة ٍ كبيضاءِ حرسٍ، في طوائفها الرّجلُ
- مَتى يَشتَجرْ قوْمٌ تقُلْ سرَواتُهُمْ: هُمُ بَيْنَنا فهُمْ رِضًى وَهُمُ عدْلُ همُ
- جددوا أحكامَ كلِّ مضلة ٍ منَ العُقْمِ لا يُلْفى لأمثالِها فَصْلُ
- بعزمة ِ مأمورٍ، مطيعٍ، وآمرٍ مطاعٍ فلا يلفَى لحزمهمُ مثلُ
- ولستُ بلاقٍ، بالحجازِ، مجاوراً ولا سفراً إلاَّ لهُ منهمُ حبلُ
- بلادٌ بهَا عَزّوا مَعَدّاً وغَيْرَهَا، مَشارِبُها عذْبٌ وأعلامُها ثَمْلُ
- وهم خير حيٍّ، من معدٍّ، علمتهمْ لهم نائلٌ في قومهم ولهم فضلُ
- فَرِحْتُ بما خُبّرْتُ عن سيّدَيكُمُ وكانا أمرأينِ كلُّ شأنهما يعلو
- رأى اللهُ، بالإحسانِ، ما فعلا بكمُ فأبْلاهُما خَيرَ البَلاءِ الذي يَبْلُو
- تَدارَكْتُما الأحلافَ قد ثُلّ عَرْشُها وذبيانَ قد زلت بأقدامها النّعلُ
- فأصْبَحتُما منهَا على خَيرِ مَوْطِنٍ سَبيلُكُما فيهِ، وإن أحزَنوا، سَهلُ
- رأيتُ ذوي الحاجاتِ، حولَ بيوتهم قطيناً لهم حتّى إذا أنبتَ البقلُ
- هنالكَ إنْ يستخبلوا المالَ يخبلوا وإنْ يسألوا يعطوا، وإنْ ييسروا يغلوا
- وفيهمْ مقاماتٌ، حسانٌ وجوهها وأندية ٌ، ينتابها القولُ، والفعلُ
- وإنْ جئتهم ألفيتَ حولَ بيوتهم، مجَالسَ قد يُشفَى بأحلامِها الجَهلُ
- وإنْ قامَ فيهِمْ حامِلٌ قال قاعِدٌ: رَشَدْتَ فلا غُرْمٌ عليكَ وَلا خَذْلُ
- على مكثريهم حقُّ من يعتريهمُ وعندَ المقلينَ السّماحة ُ، والبذلُ
- سعى بعدهم قومٌ، لكي يدركوهمُ فلَمْ يَفعَلُوا ولم يُليموا ولم يألُوا
- فما كانَ، من خيرٍ، أتوه فإنَّما تَوَارَثَهُمْ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ
- هل ينبتُ الخطيَّ إلاَّ وشيجهُ وتُغرَسُ، إلاّ في مَنابِتِها، النّخْلُ
تعليقات
إرسال تعليق